في هذا الحوار الخاص لموقع كيف، جلس مدير موقع كيف (م. ليث الغرايبة) مع الذكاء الاصطناعي ChatGPT ليتناقشا بصراحة حول واحدة من أكثر الأسئلة التي تثير فضول المبرمجين وأصحاب المشاريع التقنية:
هل يمكنني بناء برنامج تجاري على كود مفتوح المصدر وبيعه باسمي بشكل قانوني؟
من هذا السؤال البسيط، انطلقت رحلة مليئة بالأفكار والمفاهيم القانونية والتجارية التي توضح كيف تحولت البرمجيات الحرة من مجرد شيفرات متاحة إلى صناعة مليارية.
ليث:
هل يمكن فعلاً بناء برنامج تجاري مبني على كود مفتوح المصدر وبيعه باسمي؟
ChatGPT:
نعم، بالتأكيد، لكن الشرط الأساسي هو الالتزام برخصة المصدر المفتوح التي يخضع لها الكود الأصلي.
فهناك أنواع متعددة من هذه الرخص، ولكل منها شروطها القانونية.
الرخص المرنة (Permissive Licenses)
مثل MIT وApache وBSD، وتسمح لك باستخدام الكود تجاريًا، وتعديله، وبيعه، وحتى جعله مغلق المصدر، بشرط بسيط: أن تذكر الرخصة الأصلية في توثيقك.
الرخص المشتركة (Copyleft Licenses)
مثل GPL وAGPL، تسمح بالاستخدام التجاري، لكنك مُلزم بفتح الكود إذا قمت بتوزيعه أو بيعه. أي أنك لا تستطيع تحويله إلى منتج مغلق المصدر.
الرخص الخاصة أو المخصصة
بعض المشاريع تضيف شروطًا إضافية (كالاستخدام غير العسكري أو للأبحاث فقط)، وهنا يجب قراءة نص الرخصة بالكامل قبل التفكير في التوزيع التجاري.
ليث:
طيب لو استخدمت جزءًا صغيرًا من كود GPL في مشروعي، هل يمكنني إغلاق الكود؟ ومن أصلاً سيعرف أني استخدمت هذا الكود؟
ChatGPT:
من الناحية العملية، يمكن فعل ذلك بسهولة،
لكن من الناحية القانونية، يعتبر انتهاكًا واضحًا.
رخصة GPL تُطبّق ما يُعرف بـ “العدوى الترخيصية” أو Copyleft Effect، أي أن أي كود يعتمد عليها يصبح تلقائيًا خاضعًا لنفس الرخصة.
وللعلم، هناك أدوات قوية يمكنها اكتشاف الأجزاء المنسوخة حتى لو تم تعديلها بشدة، مثل:
هذه الأدوات تستخدمها شركات كبرى قبل إصدار منتجاتها لتجنّب المخالفات.
أما إذا تم اكتشاف الانتهاك، فيمكن للمؤلف الأصلي أن يطالبك:
- بفتح الكود للعامة،
- أو بإيقاف التوزيع فورًا،
- أو بدفع تعويضات مالية.
لذلك، من الأفضل إعادة كتابة الفكرة بأسلوبك أو استخدام كود برخصة مرنة مثل MIT بدل GPL.
ليث:
لكن ماذا لو كان التشابه بالصدفة؟ يعني كتبت كودًا يشبه كودًا مفتوحًا دون أن أنسخه!
ChatGPT:
التشابه “بالصدفة” أمر طبيعي جدًا.
القانون لا يحمي الأفكار أو الخوارزميات العامة، بل يحمي التعبير البرمجي عنها.
إذا كانت الفكرة واحدة لكن الكود مختلف، فلا مشكلة.
القانون يفرّق بين:
| الحالة | قانونيًا |
|---|---|
| تشابه بالمنطق أو الفكرة فقط | مسموح |
| نسخ الكود حرفيًا | ممنوع |
| إعادة كتابة الفكرة بأسلوبك | مسموح |
ولإثبات أنك كتبت الكود بنفسك، احتفظ بسجل زمني في GitHub يظهر تطور المشروع تدريجيًا.
ليث:
هل هناك أمثلة واقعية على شركات تورطت بسبب هذه المسألة؟
ChatGPT:
نعم، أمثلة كثيرة جدًا
1. Cisco / Linksys (2008)
استخدمت Cisco نظامًا يحتوي على أجزاء من Linux دون الالتزام بشروط GPL،
فرفعت ضدها Free Software Foundation قضية، وأُجبرت على نشر الكود بالكامل ودفع تسوية مالية.
2. TiVo
استعملت نواة Linux وقيّدت المستخدمين من تعديلها،
فتسبب ذلك بتعديل GPL لاحقًا ليمنع ما سُمّي بـ“تيفويزايشن” (Tivoization).
3. Google vs Oracle (Java APIs)
قضية شهيرة دامت 10 سنوات. المحكمة العليا الأمريكية حكمت بأن استخدام Google لواجهات Java كان “استخدامًا عادلًا” وليس سرقة.
4. VMware
اتهمت بدمج كود من نواة Linux في منتجها التجاري دون الالتزام بالرخصة، وانتهى الأمر بتسوية قضائية.
ليث:
طيب، إذا كانت القوانين تلزم بنشر الكود، فكيف تحقق الشركات مثل Red Hat أرباحًا من نظام مفتوح المصدر أصلاً؟
أليس هذا يُفقد البرنامج قيمته التجارية؟
ChatGPT:
سؤال ذكي جدًا.
الفكرة أن الشركات لا تبيع “الكود”، بل تبيع الثقة والخدمة والاستقرار.
مثلاً:
- Red Hat Enterprise Linux توزّع كودها مجانًا (عبر CentOS Stream)، لكنها تبيع:
- دعمًا فنيًا على مدار الساعة
- تحديثات أمنية سريعة
- شهادات موثوقة من شركات كبرى مثل SAP
- ضمان استقرار طويل الأمد
- Canonical (Ubuntu) تبيع دعمًا مؤسساتيًا، وتكسب من الخدمات السحابية والشراكات.
- SUSE Linux تبيع أدوات الإدارة المركزية والدعم الفني طويل المدى.
ببساطة: الناس لا تشتري الشيفرة، بل راحة البال.
ChatGPT يختتم:
القانون لا يقتل الربح التجاري، بل يغيّر طريقته.
فبدلاً من احتكار الكود، تبني الشركات نموذجًا اقتصاديًا حوله —
مثل الدعم، الاستضافة، الشهادات، وخدمات الأمان.
وهكذا أصبحت شركات مثل Red Hat وElastic وGitLab أمثلة حية على نجاح تجاري مذهل من برمجيات مفتوحة المصدر.
ليث (ختام الحوار):
الآن أدركت أن القيمة ليست في الكود، بل في النظام الكامل حوله —
الخبرة، الأمان، الموثوقية، والثقة.
المصدر المفتوح ليس نهاية الربح… بل بدايته بطريقة أذكى وأكثر شفافية.
اقرأ أيضا هذه المواضيع من موقع كيف:
- كيف تُطلق مشروعًا عبر الإنترنت من العالم العربي؟
- كيف تغيّر التكنولوجيا طريقة تفكيرنا في المال؟
- كيفية تحويل منزلك إلى منزل ذكي: الأجهزة والتركيب.
- كيف غيّر الذكاء الاصطناعي مستقبل العمل والترفيه؟
- كيف تطوّر نفسك بعد انتهاء الدوام اليومي؟
الأسئلة الشائعة (FAQ)
س: هل يمكنني بيع برنامج مبني على كود مفتوح المصدر؟
نعم، يمكنك ذلك قانونيًا في أغلب الرخص مثل GPL، بشرط أن تلتزم بشروط الترخيص الأصلية، وأهمها إبقاء الكود مفتوح المصدر وتمكين الآخرين من الوصول إليه إذا طلبوا نسخة من البرنامج الذي بعته.
س: ما الفرق بين الكود المفتوح المجاني والبرامج التجارية المبنية عليه؟
الكود المفتوح يعني أن الشيفرة متاحة للجميع، بينما البرنامج التجاري قد يضيف ميزات إضافية أو خدمات مدفوعة (مثل الدعم الفني أو واجهة استخدام متقدمة) رغم أن أساسه مفتوح المصدر.
س: كيف تعرف الشركات أنني استخدمت كود مفتوح في منتجي التجاري؟
غالبًا من خلال التحليل البرمجي أو الفحص القانوني (Code Audit) أو إذا تركت إشارات في الملفات الأصلية. لذلك من الأفضل دائمًا الالتزام بالترخيص بدلًا من محاولة إخفائه.
س: هل النسخ المدفوعة من لينكس مخالفة لفكرة المصدر المفتوح؟
أبدًا، فهي قانونية تمامًا. الشركات مثل Red Hat تقدم نسخًا مدفوعة من توزيعات لينكس لكنها توفر الكود المصدري مجانًا، وتربح من الدعم الفني والتحديثات وخدمات الأمان.
س: إذا كان كل شيء مفتوح المصدر، فلماذا يدفع الناس مقابل البرامج؟
لأن ما يدفع ثمنه المستخدم هو الراحة والدعم والجودة — مثل خدمات الحماية، التحديثات المنتظمة، الضمان، وسهولة الاستخدام، وليس الكود فقط.
س: ماذا أفعل لو كتبت كودًا يشبه كودًا مفتوح المصدر دون علمي؟
لا مشكلة إذا كان التشابه بالصدفة ولم تنسخ الكود حرفيًا. التشابه في الفكرة أو المنهج لا يُعد انتهاكًا طالما لم يتم استخدام الكود نفسه.
انضم إلى شبكة كيف 📬
كن أول من يطّلع على مقالاتنا، الدروس، والأخبار التقنية والهندسية—تصل مباشرة إلى بريدك.
- ملخّصات ومواد عملية مختارة بعناية
- تنبيهات بأهم الأدوات والبرامج
- شيتات وقوالب جاهزة للتحميل
لا رسائل مزعجة. يمكنك إلغاء الاشتراك في أي وقت.
